الله هو النور هو الحق والعدل والخير والسلام .
فمن أحب النور والحق والعدل والخير والسلام فقد أحب الله لأن الله هو الحب .
والمسلمون مأمورون بحب الله ( أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه ) .
وتوعد سبحانه بالوعيد من شغلته محبة غير الله عن محبة الله ورسوله ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال أقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب اليكم من الله ورسوله وجهاد فى سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره ) .
وأنت أيها المؤمن ما أحببت شيئآ إلا كنت له عبدآ ، وهو لا يرضى أن تكون لغيره عبدآ فالعبوديه لاتكزن إلا لله ،إذ هو الإله المعبود ، والعباده له والحب له .
ومن أحب الجمال كان حبه لله لأن الله جميل يحب الجمال .
ومن أحب الجلال فقد أحب الله فإنه ذو الجلال واالإكرام .
والحب عباده والعباده تقوم على الخوف والرجاء ... وعلى المحبه ..
قال : ابن القيم فى مدارج السالكين ج1 ص 99 :-
( أصل العباده محبة الله ، بل إفراده بالمحبه ، وأن يكون الحب كله لله ، فلا يحب معه سواه وإنما يحب لأجله وفيه ) .
وكل محبه لا تكون لله فهى باطله وكل عمل لايراد به وجه الله فهو باطل ، فالدنيا ملعونه ملعون ما فبها إلا ما كان لله ، ولا يكون لله إلا ما أحبه الله ورسوله .
ومعنى حب الله ... هو أن يقبل المرء على الله ويسلم له وجهه و أمره ومقاليده وكيانه كله لله ، وأن يتوكل عليه ولا يسأل إلا إياه ولا يعتمد إلا عليه وأن يؤثر طاعته على النفس والمال وعلى الولد والجاه وأن يكون هدفه الله وغايته الله كما قال الله ( قل الله ثم ذرهم فى خوضهم يلعبون ) .
والطاعه فى الوقت نفسه دليل وعلامه وأماره على حب الله .. فالمحب يطيع من أحب وينفذ أمره فى رضا وسعاده ، قال ابن المبارك :-
تعصى الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمرى فى القياس شنيع
لو كان حبك صادقآ لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
وهكذا طريق المحبه... أوله أمر إلهى ... ونهاينه طاعه إنسانيه .
ولعل رابعه العدويه : كما يقول الغزالى أرادت بحب الهوى عندما قالت :-
أحبك حبين حب الهوى وحب لأنك أهل لذاكا
فأما الذى هو حب الهوى فشغل بذكرك عمن سواكا
وأما الذى أنت أهل له فكشفك لى الحجب حتى أراك
فلا الحمد فى ذا ولا ذاك لى ولكن لك الحمد فى ذا وذاكا
لعلها أردت بحب الهوى حب الله لإحسانه إليها و إنعامه عليها بحظوظ العاجله ، وبحبه لما هو أهل له الحب لجماله وجلاله الذى انكشف لها وهو أعلى الحبين وأقواهما .
وكما قال سيد الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه وعليه أجمعين : ( لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) وقال سيد الصديقين رضى الله تعالى عنه : ( العجز عن الإدراك إدراك .. سبحان من لم يجعل للخلق طريقآ الى معرفته ) فليت شعر من ينكر إمكان حب الله تعالى تحقيقآ ويجعله مجازآ ؟؟!!
...................................................................... وللحديث بقيه ...،،،،